قراءة نقدية، و أتمنى أن تعجب الآخرين
قراءة نقدية لأعمال الفنان ( فاتح المدرس )
( الفنان البدائي )
فنان سوري يعد من الفنانين القلة الذين درسوا بدقة الريف و أطفاله و سكانه .أحب وجوه الفلاحين و الأطفال ، حدق في الجبال و الرمال الحمراء القانية، تأثر بوهج الشمس ، و أحب الثلوج و الأعاصير .
لوحاته تعبر عن سلسلة تجاربه ، تظهر فيها الرموز و يُقسم اللون فيها المساحات بشدة ، هدفه دائماً ترك الأثر على السطوح .
إذا تأملت لوحاته بشكلٍ عام تجد فيها علاقة غريبة بين الوجه الإنساني و بين الصخرة ، و علاقة أخرى بين البقع اللونية و بين الصراع و الثقل ، و هي تحمل إيقاعات مختلفة تمثل عالماً خاصاً به فهو يقدم لوحات واقعية دقيقة ،كما و أنه لم يصل إلى التجريد فكل لوحة يرسمها هي نتيجة لمعاناته و تمثل جزءاً من شخصيته ، و لا يمكن أن تستقل عن انفعالاته و مشاعره و ما يعانيه في لحظة تعبيره أو ما تحضره ذاكرته من عالم طفولته .
ففي لوحته أطفال القرية نجده يعود بطفولته و انطباعاتها التي استقرت في أعماق ذاته ، حيث عاش مأساة الريف الشمالي و التي انعكست على ألونه و التي لو تأملناها لوجدناها بين الأحمر و الأسود و التي تشعرنا بمأساة أطفال الريف ، و يظهر لون تربة الأرض فهو يلجأ إلى الأصفر الترابي أو البني أو البني المحمر ، و يظهر اللون الأزرق الذي يعكس سماء القرية .
و نجد بقعاً لونية متراكمة من الألوان ، تعبر عن وجوه مختلفة للأطفال الذين يقفون في صفوف غير متناظرة و كذلك غير مكتملة ، و الوجوه عبارة عن أشكال مختزلة أقرب للنحت من الرسم ، تظهر فيها أبسط الخطوط و لا تختلف هذه الوجوه عن بعضها كثيراً فهو يرسم العناصر الأكثر جوهرية في الوجهة ،و كأنه تأثر بقول الفنان بيكاسو
( يكفي أن يرسم الفنان عينان و أنف و فم ،،
حتى يقنعنا بأنه يرسم وجهاً)